(هامش)
(1) أما أولئک الوهابیون المعتدلون الذین لا یعتقدون ذلک ولا یزعمون تلک المزاعم فلم یتوجه إلیهم کلامنا ا ه. (*)
ما أحوجنا الیوم إلى السعی وراء التفقه فی الدین والاهتمام به، کواجب مقدس. وما أجدر بنا للتمسک بالکتاب والسنة والتقید بأحکامهما قولا وفعلا. وما أسعدنا لو وقفنا صفا متحدا وقلبا واحدا ضد هذه الخلافات الهدامة والتقسیمات الطائفیة التی شأنها خلق التباغض والتقاطع بین أفراد المسلمین وجماعاتهم وحبذا لو استحضرنا بأذهاننا عهد الخلفاء الراشدین وسلکنا بتصرفاتنا الدینیة والدنیویة نهج المسلمین الأولین من المهاجرین والأنصار الذین وصفهم الله تعالى بقوله: (أشداء على الکفار رحماء بینهم * فتح: 29) وبقوله: (أذلة على المؤمنین أعزة على الکافرین یجاهدون فی سبیل الله * المائدة: 54) وقد کانوا - رحمهم الله - مضرب المثل فی التسامح والتناصح وحسن الجواز وجدیر بنا - نحن الخلف - أن نحذو حذو سلفنا الأخیار ونمثل فی کیاننا أمة مسلمة متماسکة بمعنى الکلمة هدفها: الاعتصام بحبل الله وغایتها: القضاء على أسباب التخالف والتباغض بین أفراد المسلمین وجماعاتهم.کما کان الأمر فی عهد رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم) وفی عهد خلفائه الراشدین رضی الله عنهم. وهنا نطرح السؤال التالی: ما هی العلوم التی یجب أن نتعلمها لنفهم القرآن الکریم والشریعة الإسلامیة؟ أهی العلوم التی فی الکتب العصریة والتی یؤلفها بعض المتقولین ممن لا یعتد بأقوالهم ولا یحتج بآرائهم وإنما یحبون فقط أن تشیع الخلافات بین الأمة؟ أم العلوم التی فی الکتب الأصلیة المستنبطة من الکتاب والسنة ومن أقوال أئمة المذاهب ورجال الدین؟ والجواب على السؤال واضح. ولکی نفهم القرآن الکریم والشریعة الإسلامیة فهما حقیقیا لا بد وقبل کل شیء من معرفة نصوص القرآن الکریم وأصول الحدیث، والفقه، واللغة، والنحو، وغیرها... فهذه کلها علوم ضروریة لا یستغنى عنها فی فهم الشریعة. ویجب تعلمها والاعتناء بها بأکبر قدر ممکن. لأن ما لا یتم الواجب إلا به فهو واجب. ولکن فمن المؤسف جدا أن بعض إخواننا الوهابیین لا یعرفون من هذه العلوم شیئا ومع ذلک فهم یدعون المعرفة والتدین....